الخميس، 20 ديسمبر 2012

المُكْنِين أو مُكْنِين إحدى مدن الجمهورية التونسية، تقع في ولاية المنستير.


الموقع الجغرافي
تقع مدينة المكنين في قلب الساحل الشرقي التونسي، وتمتد على الطريق المتوسطة رقم 82، التي تربط بين سوسة والمهدية، تحدها شرقا سبخة المكنين وطبلبة والبقالطة وغربا طوزة وبني حسان وشمالا قصر هلال وجنوبا منزل فارسي وسيدي بنور، مساحتها كمنطقة بلدية 1549 هكتار.
التاريخ
"مكنة" أو المكنين مدينة عريقة سكنت مند القدم وهي تفتخر بانتسابها إلي اللوبيين فالبونيينثم الرومان فالعرب المسلمين. يعتبر سكان المكنين من أصل بربري كما تدل على ذلك بعض الآثار التي وجدت بها بالإضافة إلى بعض الأواني والتحف الموجودة بمتحف المكنين والدالة على ذلك. ولكن يمكن أيضا اعتبار المكنين رومانية الأصل إن نحن اعتمدنا بعض الآثار الرومانية التي وقع اكتشافها في ضواحي المدينة منها لوحة من الفسيفساء وبعض الأواني الفخارية والمصابيح الزيتية ومجموعة من النقود. عاشت مدينة المكنين حضارات مختلفة، فمن الحضارة الفينيقية التي عرفت بصناعة الفخار مرورا بالحضارة الرومانية التي تركت آثار مختلفة (صهاريج- مقابر- فسيفساء وآواني فخارية...) وتعتبر منطقة القلالات لدى عامة الناس وحتى لدى بعض مؤرخي تاريخ المدينة المنطقة التي شهدت انطلاقة هذه الحرفة منذ مئات السنين وعبر مراحل تاريخية متعددة. المكنين في العهد البوني
استنادا إلى الحضور البوني المكثف في المنطقة (بين المنستير والبقالطة) يمكن افتراض وجود المكنين باسم آخر في مكانها الحالي في تلك الفترة ولعل وجود مقبرتين بونيتين إحداهما في الأحياء الشرقية من المدينة(حي القوبين وحي القلالات)و الأخرى بالأحياء الشمالية الغربية اكتشفت في 11 نوفمبر 1995، يمكن أن يحيل على وجود تجمع سكاني هام بين المقبرتين لا سيما وكلاهما تمتد على مساحة هامة. الفخار في العهد البوني
حين وقع اكتشاف المقابر اليونية الثلاث بالمدينة(الأولي شرق المدينة بحي القلالات والثانية بحي القنال والثالثة جنوبها بحي الملعب) وحين تم تفحص محتويات الغرف الجنائزية فيها واستنطاقها روت لأجيال العصر الحاضر حياة الخزفيين في العهد البوني. ولعل ما ذكر يحيلنا حتما علي أن صناعة الخزف والفخار عريقة في هذه الربوع زد علي ذلك وجود نوع من أنواع الفخار لا تزال إلى اليوم يطلق عليها تسمية "البوني-البونية"وهي تشبه إلي حد القطع الفخارية التي عثر عليها في المقابر التي ذكرنا.
آوت المكنين جالية يهودية كبيرة إلى حدود الخمسينات.
المكنين في العهد الروماني
أما عن العهد الروماني فإن الخريطة الأثرية الرومانية لمنطقة المكنين تحمل أكثر من ستين موقعا أثريا رومانيا منها :
  • هنشير الشقاف (أفران فخار تعود إلى العهد الروماني المتأخر وبداية العهد الوندالي
  • قصر جعفر (كنيسة بيزنطية لم يقع الحفر عنها بعد- مواجل رومانية)
  • السميرات بمنطقة عميرة التوازرة من معتمدية المكنين وهنشير الفول وهنشير شقير
  • وساقية الحمام ووادي الهواري ودار هارون.
بقي أن نشير إلى أن هذه المواقع منتشرة هنا وهناك في معتمدية المكنين ولعلها تمثل مساكن لأصحاب الضيعات الفلاحية من المعمرين الرومان لا سيما وقد عرف المكان (حيث توجد المكنين الآن) بأنه منطقة فلاحية هامة منتجة للحبوب خاصة. الفخار في العهد الروماني
ما من شك أن صناعة الفخار قد استمرت إلى العهد الروماني في هذه المنطقة وما العثور على عدد يفوق20 من أفران الفخار الرومانية بمنطقة هنشير الشقاف غرب المدينة إلا دليل على ذلك إضافة إلى عديد الأواني الفخارية التي عثر عليها في مناطق عدة من المدينة. المكنين في العهد العربي الإسلامي
تعود المكنين العربية الإسلامية إلى القرن الرابع للهجرة حيث تم بناء أول جامع بالمكنين (جامع سيدي بو عبانة) في جمادى الثانية سنة 650 هـ/ أوت 1252 حسب ماتفيده نقيشة في قطعة من الرخام الأبيض تم العثور عليها. تعتبر مدينة المكنين أو مكنة كما يطلق عليها قديما محطة مهمة في تاريخ النضال ضد الاستعمار الفرنسي لتونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق